اليمن يعاني أسوأ تفشي للكوليرا في العالم .. والصحة العالمية تتخوف من عدم وصول اللقاحات
يمنات – وكالات
اجتاح وباء الكوليرا اليمن، ومن المرجح أن ينتشر مجددا في مارس/ آذار المقبل.
وليس أمام خبراء الصحة العالمية سوى بضعة أشهر لتوصيل اللقاحات إلى البلد الذي تمزقه الحرب، في محاولة للحد من الموجة القادمة من الإصابات، حسب “رويترز”.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن قرابة 3 ملايين جرعة من لقاح الكوليرا التي يتم إعطاؤها عن طريق الفم متاحة حاليا في مخزون عالمي مخصص لمثل هذه الطوارئ.
ومن الممكن شحن هذا اللقاح إلى اليمن في الوقت المناسب لاستخدامه في حملة تطعيم وقائية قبيل موسم الأمطار، حيث تزداد مخاطر انتشار الكوليرا عبر المياه الملوثة.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن مليون شخص أصيبوا حتى الآن بهذا الوباء. وأجهضت خطة سابقة لتوصيل اللقاح إلى سكان اليمن بسبب الحرب الأهلية.
وقال غريغوري هارتل المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية في جنيف: “جرت مناقشة الخطط من حيث المبدأ، لكن الكثير يتوقف على الوضع على الأرض”.
وقال عبد الحكيم الكحلاني المتحدث باسم وزارة الصحة اليمنية في صنعاء إن الوزارة قررت تأجيل التطعيم ضد الكوليرا إلى العام القادم.
ولقي أكثر من 2200 شخص حتفهم منذ أبريل/نيسان، بسبب الوباء الذي ينتشر عادة في أوقات الصراعات والكوارث حيث يستغل سوء أوضاع الصرف الصحي للانتقال من ضحية إلى أخرى.وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في 21 ديسمبر/ كانون الأول، إن عدد الحالات التي يشتبه بإصابتها بالكوليرا بلغ المليون.
ويقف أيضا قرابة 7 ملايين شخص على حافة المجاعة في اليمن الذي يشهد أيضا تفشيا حادا للدفتريا.
وقال دومينيك ليغرو خبير مكافحة الكوليرا في منظمة الصحة العالمية لـ”رويترز”، إن الهدف سيكون التحصين ضد المرض خطوة بخطوة في منطقة تلو الأخرى بدءا من مطلع العام 2018.
وأضاف: “كان ينبغي أن نستخدم لقاحات (الكوليرا) في اليمن اليوم وعلى نطاق واسع”.
وتابع يقول: “إذا تمكنا من الوصول إلى مليون شخص قبل موسم الأمطار القادم، فسوف يكون ذلك إنجازا مهما. لكن بالطبع في اليمن، مثل غيره من الأماكن، يعود قرار المضي في ذلك من عدمه إلى الحكومة في نهاية المطاف”.
وفي يونيو/ حزيران، طلب مكتب منظمة الصحة العالمية في اليمن 3.4 مليون جرعة لقاح ضد الكوليرا من مجموعة التنسيق الدولية المعنية بتوريد اللقاحات، والتي مقرها جنيف، وهي القائمة على نظام مخزون اللقاحات المخصص لتوريدها للدول التي تصيبها أوبئة.
ونظرا لتوفر نحو مليوني جرعة في ذلك الوقت، قررت مجموعة التنسيق الدولية تخصيص نصفها لليمن.لكن بعد ثلاثة أسابيع توقفت حملة التحصين اليمنية فجأة.
ومع وصول النصف مليون جرعة الأولى إلى المطار في جيبوتي، أعلنت منظمة الصحة العالمية بشكل غير متوقع، في 10 يوليو/ تموز، أن قرار التحصين قد ألغي.
وقال الكحلاني المتحدث باسم وزارة الصحة في صنعاء إن الخطط الخاصة باللقاحات وضعت متأخرا جدا، وأن قرار عدم المضي في تنفيذها في يوليو/ تموز كان فنيا محضا.